رئيس جهاز التعبئة والإحصاء: لامصلحة لاحد فى زيادة او انقاص عدد الاقباط او المسلمين
يعد جهاز التعبئة العامة والإحصاء، أحد أهم المؤسسات التي تبنى عليها الدول، فمن خلال ذلك الجهاز تستطيع كافة الأجهزة والوزارات المعنية بإدارة شئون المواطنين، أن تقوم بإعداد الخطط والمشروعات والقوانين ، التي تلائم طبيعة الدولة وتناسبها، ومصر بالطبع تأتي في مقدمة الدول إهتماماً بهذا الجهاز الذي يؤثر بشكل كبير على مخططات التنمية المستقبلية في مصر، كما أنه يقدم وصفا حيويا ومعلوماتياً لخريطة مصر وطبيعتها.
وقد أكد اللواء "أبو بكر الجندي" رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في حواره مع " المصري اليوم" أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، هو أهم مستخدم لبيانات الجهاز، وأشار إلى أن الجهاز يقوم بجمع البيانات، في حين يقوم "مركز دعم واتخاذ القرار" بتحليلها.
*بداية: هل يزعجكم وجود بعض الشركات الخاصة التي تقوم بالأبحاث واستطلاعات الرأي وجمع البيانات التي هي أساس اختصاصات الجهاز؟
إطلاقاً، طالما تتبع تلك الشركات الأساليب القانونية في الحصول على معلوماتها، والتي تتمثل في موافقة رسمية لعمل أبحاث، كما أنه من الممكن لرجال الأعمال أو بعض الجهات الخاصة أن تؤسس مراكز من أجل قياس الرأي العام، والإنفاق على البحوث البياناتية وتطوير جمعها وتبويبها.
* ماذا عن بحث الدخل والإنفاق للأسرة المصرية، والذي تقومون حاليا بالعمل عليه؟
يهتم الجهاز بهذا البحث كثيراً ولقد دخل بالفعل في مراحله الأخيرة، وتعود أهمية هذا البحث إلى أنه تبنى عليه قرارات وسياسات مهمة، ومنه نتعرف على مستويات الدخول والفقر والتفاوتات الاجتماعية، و لقد أصبحنا نجريه كل عامين بدلا من خمس، و نعد الآن كل (15 يوما) تقرير متابعة جودة عن البيانات التي جمعناها، ليتسنى إعلان النتائج النهائية، وقد ثبت أن عدم التطابق في البيانات لا يتجاوز (1 %)، و من المتوقع أن تصدر البيانات النهائية للبحث في أغسطس المقبل .
* في رأيك ما هي أسباب ارتفاع التضخم من شهر لآخر؟
تعود وطبقا للبيانات التي يقوم الجهاز بجمعها إلى ألاعيب السوق، وعدم وجود منافسة حقيقية، فهناك سوق مفتوح أخذنا فيه بجانب العرض و الطلب، و لم نأخذ بجانب المنافسة، وكمثال على ذلك فان كل مستلزمات إنتاج الدواجن قد انخفضت، فيما عدا بند واحد وهو الكتكوت، الذي تضاعف سعره ليتراوح بين (6.5 و 7 جنيهات) في الشركات المحدودة التي تنتجه، رغم أن تكلفته الحقيقية لا تتعدى " 1/5 " هذا المبلغ، وهناك مثال آخر وهو الدقيق فقد انخفضت أسعاره العالمية تماما، وبنسبة هائلة، لكن المواطن لم يشعر بأي انخفاض في سعر رغيف الخبز الحر، و عندما قابلت أحد المنتجين وناقشته عن الأسباب، قال انه رفع مرتبات العاملين لديه للاستجابة لعلاوة مبارك، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة، ولذا فإنه لا يستطيع تخفيض الأسعار، وبالطبع فإن كل هذه المبررات غير مقبولة فالتكلفة الكلية ارتفعت، و لكن هناك انخفاض (50 % ) على سعر الدقيق، وهو المكون الأساسي للعيش، وكان لابد أن يتبعه انخفاض في الأسعار.
* يعترض البعض على محتوى سلة السلع والخدمات التي يقاس على أساسها التضخم، فما تعليقك؟
- تعتمد مصر كمثال لأكبر الدول في المنطقة ، السلة المعتمدة من الأمم المتحدة، التي تقوم بعمل برنامجا للمقارنات الدولية، ومحاولة التعرف على مستوى المعيشة في الدول المختلفة بأساليب أخرى غير نصيب الفرد من الدخل القومي، ونحن فعلا نقيم مستوى المعيشة بالقوة الشرائية وقد انتهينا من أول جولة في 2005 ، و الآن نعمل في الجولة الثانية وتعتبر مصر دولة ربط بين أسيا وأفريقيا، ولدينا زيارات دورية من صندوق النقد، ليس للتفتيش، و لكن للمساهمة في متابعة تطبيق أحدث المناهج الدولية، و كان لهم ملاحظة واحدة يطالبون فيها بجمع الأسعار (3 مرات) شهريا، لكن طبيعة السوق المصري تختلف عن الخارج، و سعر السلعة غالبا في ثبات على مدار الشهر، و إذا حدث تغير في السعر يظهر في الشهر الذي يليه، لأنه يستمر فمن غير المتصور اختفاؤه في أيام.
* و ما الذي يكشفه مسح القوى العاملة بالعينة الذي نعلم أنكم انتهيتم منه ؟
- هو بحث ربع سنوي يقوم به الجهاز، لمتابعة معدل التشغيل و البطالة، و قد تطورنا و أصبحت النتائج تعلن بعد (45 يوما) من انتهاء البحث، ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة في ظل الأزمة المالية.. الناس متأثرون، و قد انخفضت الصادرات مما يعنى تراجع الإنتاج و تأثر العاملين بقطاع السياحة لاشك فيه.
إننا نهتم الآن أيضا برصد التغير في أعداد العائدين من الخارج، والمؤكد أن الرقم ينطوي على زيادة واضحة، لكن ما قيل عن عودة مئات الآلاف غير صحيح، ومن خلال بحث العمالة نتابع مع الجوازات يوميا، كما أن هناك متابعة أيضا لمعدل التحويلات من المصريين في الخارج، وهناك قطاعات تأثرت وتعلن بنفسها التغيرات مثل قناة السويس.
* ماذا عن انتقادات مشتركي قاعدة بيانات التجارة الخارجية حيث أن المتاح قد توقف عند أكتوبر الماضي، فضلا عن أن أسعار بعض السلع ،حيث سعر كيلو الحديد طبقا لمنشوركم 3 آلاف جنيه، وكيلو البصل المصدر للعراق 2500 جنيه، و الثلاجة المستوردة من الإمارات 140 جنيه وهكذا ؟
وهنا، استدعى رئيس الجهاز السيدة "نادية فريد" مسئولة التجارة الخارجية، لمواجهتها وناقشها فيما كانت قد أبلغت به من أن العلاقة مع الجمارك قد تطورت وأنهم أصبحوا يقدمون البيانات للجهاز بطريقة أسرع وسألها عن سبب الوقوف عند أكتوبر في حين يفترض أن تظهر بيانات فبراير 2009 ، وهى بذاتها قالت له سابقا أن التأخير لم يعد يتجاوز 45 يوما فقط.
وقد أكدت السيدة نادية أنها كتبت له مذكرة وسلمتها توا تفيد عودة المشاكل مع الجمارك، وقالت إن أخطاء البيانات الخاصة بالكميات متعددة ويحاول الباحثون بالجهاز تصويبها قدر المستطاع.
- وقال اللواء أبو بكر : المشكلة الكبرى مع الجمارك أنهم لا يهتمون بتسجيل الكميات بدقة وهذه مشكلة تاريخية، حيث أن مصلحة الجمارك تهتم وتلتزم الدقة في القيمة فقط لتحصيل الجمارك عليها، وهناك طفرة الآن في الحصول على بيانات الجمارك عبر الكمبيوتر أو علىCD بعد انتهاء الشهر، وكنا في السابق نحصل على البيانات من عدة منافذ، وبصعوبة، لكنه وعد بمواصلة العمل على تحسين تلك البيانات.
* ماذا عن جهود توحيد البيانات المحلية مع بيانات شركائنا التجاريين عن صادراتنا ووارداتنا، حيث أن هناك فجوة كبيرة بين أرقام جماركنا وجماركهم؟
- من المؤكد أن التوحيد سوف يعمل على حل تلك المشكلة، وما زالت الجهود جارية بتعاون بين مركز معلومات مجلس الوزراء والجمارك، والجهاز، وجهات أجنبية.
* ماذا عن حصر السكان في المناطق البعيدة وذات الطبيعة الصعبة مثل سيناء ؟
- البدو في سيناء لديهم تنظيم دقيق ومذهل .. فالقبائل أكثر تنظيما من أهل الدلتا، و قد استطعنا الوصول إلى كبار و شيوخ القبائل، وإقناعهم بتدريب عدد من الشباب المتعلم لديهم للقيام بملء استمارات التعداد، نظرا لصعوبة دخول الغرباء وسطهم، و اعتقد أن ما أنجزناه في سيناء هو الأنجح بين كل مناطق التعداد.
* إذا أنجزتم الصعب بتلك الدقة فلماذا يثار من وقت لأخر التساؤل حول دقة أعداد الأقباط ؟
- أقولها مرة أخرى إن خانة الديانة اختيارية طبقا للمفاهيم الدولية، و نحن لسنا لبنان التي تسير بنظام الكوتة، ولا مصلحة لأحد في أن يتساهل في دقة تعداد السكان بكل فئاتهم ، لقد استعان السودان بالخبرة المصرية لعد السكان وفق متطلبات خاصة تلبى احتياجات الدولة هناك، و الناشئة عن اتفاق السلام وأحصينا كل الملل والنحل والأعراق، و انتهينا عام 2008 بنجاح سجلوه لنا ومع الفارق بين طبيعتهم وطبيعتنا فلا سبب يجعلنا نهمل تعداد مواطنين عندنا لان دينهم كذا أو كذا .
* وماذا عن البهائيين و أعدادهم ؟
الجهاز لا يعرف عنهم شيئا فالديانات الموجودة في استمارات التعداد: مسلم أو مسيحي أو يهودي أو أخرى والإجابة عن هذا السؤال اختيارية بما يعنى أن " أخرى" قد تشمل أي من أصحاب تلك الديانات ولا تشير بالضرورة إلى لا دينيين أو إلى ديانات غير الثلاثة، وللعلم أجهزة الإحصاء الآن تعتمد على السجلات الرسمية كافة، وقد حددنا 9 جهات هامة نحصل منها على البيانات من خلال منسق موجود في كل موقع، و لتيسير الحصول على البيانات و إيجاد وسيلة سهلة، فقد تم الربط بين الجهاز و الجهات المختلفة بأجهزة تم توفيرها من خلال منحة من الاتحاد الأوروبي.
* وكيف يتم إحصاء الحالات الخاصة التي تهم المجتمع كالزواج العرفي ؟
- إحصاءات الزواج و الطلاق العادية موجودة من خلال سجلات المأذون، لكن الزواج العرفي ليس له إحصاء، وإذا كان الأب و الأم والإخوة، لا يعرفون أن ابنهم أو ابنتهم متزوجه عرفيا فكيف بالله سيعرف جهاز الاحصاء ؟. إن محل معرفة ذلك المركز القومي للبحوث
مدير المنتدى مينا سامى سيدهم